قد تصاب المراهقات بالاكتئاب، لأسباب عديدة، منها: صدمة عاطفية، أو أزمة مالية، أو الرسوب في الثانوية العامة والجامعة، أو لمجرد اكتساب بعض الوزن الزائد، فيقع بعضهن فريسة للأمراض، وقد يصل الأمر بأخريات إلى التفكير بالانتحار. فما هي أسباب اكتئاب المراهقات، وكيف يقاومنه إذا أصابهن؟.
بداية، تقول ساجدة نافذ، 20 عاماً: شعرت باكتئاب مفاجئ حين زاد وزني قليلاً، وخفت من البدانة، فصارحت أمي، التي أعتبرها طبيبتي النفسية دون سواها، فأعدت لي برنامجاً غذائياً جيدً، وخففت عني وطأة الأمر، وأكدت لي أنني مازلت رشيقة جداً، وعادة أقاوم الاكتئاب بقضاء أمتع الأوقات مع صديقاتي، وفي سماع الموسيقى، ولا أشعر بالراحة النفسية إلا بعد حمام ساخن.
وبدت، إيناس محمود، 21 عاماً، عاقلة ومنطقية، وقالت: لا شيء يهزني أو يصيبني بالاكتئاب سوى حصولي على علامات متدنية في الامتحانات بعد بذلي جهداً خارقاً فيها، واختلافي مع أمي يحزنني كثيراً لأنني أحبها، والملل يشعرني بالكآبة، فأهرب منه أحياناً إلى النوم، رغم علمي أنه مخدر مؤقت وغير صحي أن ننام ونحن مكتئبين، لأنه قد يصيبنا بأمراض معينة، لهذا أحاول التغلب على الاكتئاب والنوم معاً، بالمزاح وقراءة القصص والروايات والتنزه مع صديقاتي، وقتل الوقت على الفيس بوك، وحمام دافئ يريح أعصابي قبل النوم مباشرة، القوة أن لا أضعف أمام المشاعر السلبية، وأن أهزمها بقوة حبي للحياة وإرادتي وحدي.
وشاركتها الرأي شقيقتها، روان، 19 عاماً، قائلة: الحياة حلوة كلها مفاجآت وحكايا، رغم مصاعبها الكثيرة، ولا تتطلب منا سوى الأمل، وأنا لدي المقدرة على تحمل أي اكتئاب، وأقاومه بالتحدي، فإن لم أحقق علامات جيدة أتوقع أن أحققها بالامتحان التالي، لماذا الحزن والكآبة؟ الحياة أكبر من الدراسة.
من جهتها، وقعت، حنين زكارنة، 19 عاماً، ضحية اكتئاب شديد، نجت منه بقوة إرادتها، وعن ذلك تقول: بعد انتهائي من امتحانات الثانوية العامة توقعت أن أحصل على معدل فوق التسعين، يؤهلني لدخول كلية الصيدلة، وصدمت حين حصلت فقط على 88 بالمئة، واضطررت إلى دخول كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، ولم أستطع تقبل الأمر، فوقعت فريسة اكتئاب حاد وشديد استمر معي ستة أشهر كاملة، كنت بهذه الفترة في قمة الإحباط والعصبية، وفجأة نظرت في المرآة، ولم أعرف نفسي، فارتعبت وقررت العودة للحياة والدراسة مجدداً، وساعدتني صديقاتي بمحبتهن في تعويض ما فاتني، وتعلمت أن الفشل مرة لا يعني الفشل طوال الحياة، ...
يؤهلني لدخول كلية الصيدلة، وصدمت حين حصلت فقط على 88 بالمئة، واضطررت إلى دخول كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، ولم أستطع تقبل الأمر، فوقعت فريسة اكتئاب حاد وشديد استمر معي ستة أشهر كاملة، كنت بهذه الفترة في قمة الإحباط والعصبية، وفجأة نظرت في المرآة، ولم أعرف نفسي، فارتعبت وقررت العودة للحياة والدراسة مجدداً، وساعدتني صديقاتي بمحبتهن في تعويض ما فاتني، وتعلمت أن الفشل مرة لا يعني الفشل طوال الحياة، وأني أستطيع النجاح بأي مجال أتواجد به، حتى لو لم يكن خياري الأول أو الوحيد.
ورغم أن راية معدي، 21 عاماً، مرحة في معظم أوقاتها، إلا أن مرحها هذا لم يحصنها الاكتئاب، وتقول: اعتدت على أن أكون الأولى على دفعتي دائماً في الثانوية العامة، ثم في الجامعة، لهذا لا يصيبني الاكتئاب إلا إذا لم أحرز علامات دراسية عالية مقابل تعبي الزائد في الدراسة، وأنا حالياً مكتئبة جراء ضغوطات الدراسة الشديدة والأعباء المنزلية، لكن طبعي المرح يساعدني دائماً في التغلب على الاكتئاب، وأقاومه بسماعي الموسيقى، ومواجهة ذاتي، وحينما أعرف السبب أجد علاجه وحدي، لأنني لا أحبذ طلب المساعدة من الآخرين، حتى لا أصبح إنسانة ضعيفة أو اتكالية.